
للاحتلال أوجه عدّة مُختلفة في المناطق (A)، (B)، و(C). هكذا يبدو الاحتلال في المنطقة (G)، حيث تقوم إسرائيل بالتالي:

أدّى تنفيذ إسرائيل لخطة “فك الارتباط أحادية الجانب” عن قطاع غزة في العام 2005، وهي الخطة التي ألغت فيها إسرائيل التواجد الدائم والفعلي للجيش والمواطنين اليهود في القطاع، إلى خلق أوهام لدى الكثيرين مفادها أن إسرائيل قد أنهت بذلك علاقاتها مع قطاع غزة، وبالتالي، أنهت أيضًا مسؤوليتها تجاه سكان القطاع. إلا أن إسرائيل قد احتفظت لنفسها بجوانب كثيرة من السيطرة على سكان القطاع، وكانت لقراراتها تأثيرات واسقاطات مصيرية، تصل حد الحياة والموت، وأيضًا مجالات أخرى كإقامة وإنشاء حياة عائلية، الأعمال التجارية، القرارات المتعلقة بالمسار المهني، الحالة الصحية، الحياة الثقافية، الترفيه والسعادة الشخصية، وهو تأثير يَطال تقريبا كل تفاصيل حياة السكان هناك.
تفرض إسرائيل على سكان قطاع غزة نظامًا يتشكّل من أوامر المنع والحظر والتقييدات منذ نحو ثلاثة عقود. في العام 2007، وبعد سيطرة حماس على قطاع غزة، تم تشديد التقييدات الإسرائيلية المفروضة على القطاع وفَرض الإغلاق عليه. معنى ذلك هو أن إسرائيل تحظر، من ناحية مبدئية، دخول سكان قطاع غزة إلى أراضيها و تنقّلهم عبر أراضيها، بما في ذلك تنقّلهم إلى الضفة الغربية والأردن، إلا في حالات استثنائية لا تنطبق على معظم سكان القطاع. وإلى جانب ذلك، إسرائيل تُحدد أيّة بضائع تدخل قطاع غزة ومن أي معبر. فهي تشترط مصادقتها المُسبقة على أي بضاعة تدخل إلى القطاع، وليس نادرًا أن تمنع دخول بضائع معينة من ضمن قائمة تشمل آلاف المنتجات الضرورية لمُمارسة حياة طبيعية ولائقة.
من الواضح للجميع بأن علاقات العداء تسود بين كل من إسرائيل وحماس (ومُنظّمات مُسلّحة أخرى). فإسرائيل لديها احتياجات أمنية مفهومة، ولها الحق بفحص عيني لكل شخص من سكان غزة يرغب بدخولها. لكن بالرغم من أنها في أغلب الأحيان تختار أن تدعي أن التقييدات التي تفرضها نابعة من اعتبارات أمنية، فإن معظم التقييدات الإسرائيلية المفروضة على سكان غزة لا علاقة لها بالاحتياجات الأمنية، ومدى سيطرتها واسع جدًا، وبالتالي فمن الصعب تفسيره على أنه تقييدات نابعة من احتياجات عسكرية بحتة.
إن السيطرة الإسرائيلية الواضحة والمستمرة على كثير من جوانب حياة سكان غزة، وبالرغم من تبريرها بذرائع مختلفة، تفرض عليها مسؤولية قانونية باحترام وتعزيز حقوق سكان غزة المتأثرين من تلك السيطرة. وكثيرًا ما يظهر أنه لم تُبذَل أي جهود للفصل بين التحديات الأمنية من جهة وبين الاعتراف بالمسؤولية تجاه الحياة اليومية السليمة لسكان غزة من جهة أخرى.
مع دخول العام العاشر للإغلاق الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، في العام الذي تحل فيه أيضًا ذكرى خمسين عامًا على الاحتلال الإسرائيلي للقطاع، نعرض أمامكم قائمة جزئية من الجوانب اليومية في حياة سكان القطاع، التي تسيطر عليها إسرائيل، أو تلك التي، على أقل تقدير، تؤثر عليها إسرائيل بشكل واضح للعيان.
اضغطوا على السهم الأيسر للاطّلاع على خمسين من درجات السيطرة الإسرائيلية على قطاع غزة