بعد انتهاء عدوان إسرائيلي عنيف آخر على غزة، يعود سكان القطاع للحياة اليومية تحت الإغلاق، وللعنف البيروقراطي المتأصل في نظام التصاريح الإسرائيلي والذي يحدد الإمكانيات الضئيلة بها يستطيع السكان تحصيل احتياجات أساسية متعلقة بحرية الحركة والتنقل.
إن المنظومة البيروقراطية التي طوّرتها إسرائيل لغرض القمع والسيطرة على السكان الفلسطينيين، تُخضع ملايين الناس لقرارات تتخذها سلطات الجيش وأذرع الأمن. هذا نظام تنكيل مكشوف ومخادع؛ وغالبًا ما لا يصل إلى العناوين ولا يشدّ انتباه الجمهور في إسرائيل وفي العالم، لكنه يتغلغل في جميع تفاصيل حياة الفلسطينيين اليومية.
قبل أيام من اغلاق إسرائيل لمعابرها مع القطاع والهجوم الذي شنته، قمنا بنشر أربع إفادات لفلسطينيات وفلسطينيين تحدثوا عن تداعيات نظام التصاريح وقرارات مشغلوه الإسرائيليين على حياتهم. نشرت هذه الافادات بالتزامن مع مجموعة إفادات جديدة نشرتها منظمة “نكسر الصمت” لجنود إسرائيليين من الإدارة المدنية ووحدة تنسيق عمليات الحكومة في المناطق ومديرية التنسيق والارتباط، يروون بها عن نظام التصاريح من وجهة نظرهم.
(أ)، (س)، (ك)، و (م)، هم أربعة فلسطينيين وفلسطينيات ساعدتهم ”چيشاه–مسلك“ على التنقل من القطاع وإليه من أجل تحصيل حقوق ملحّة وأساسية. تسلط الشهادات التي قدموها لـ”چيشاه–مسلك“ الضوء على من يتضررون مباشرة من نظام التصاريح الذي تفرضه السلطات الإسرائيلية ومن العنف البيروقراطي الذي تمارسه على نحو دائم.
يقول (م) في شهادته “طالبتهم بالتحدث مع شخص من الأمن الإسرائيلي الذي وصل بعد أربع ساعات ونصف من الانتظار. سألته لماذا يمنحوني التصريح ثم يسحبوه؟ قال لي “أنت إنسان طيب ولا تشوبك شائبة. ليست المشكلة لديك، بل بالناس من حولك“. سألته من تقصد؟ أولادي؟ قال إن لا علاقة لهم بالأمر. سألته إذا كنت في منطقة ما لم يكن علي أن أتواجد بها، ربما تحدثت مع شخص عن طريق الخطأ؟ أجابني بالنفي. سألني لماذا لم يتزوج ابني الصغير بعد، أخبرته بالحقيقة، أنّي لا أملك ما يكفي لمساعدته اقتصاديًا. فأجابني أنه يأمل أن تكون الأيام المقبلة أفضل، وأن لا شيء ضدّي وأنه سيقوم بفحص الموضوع مع الضابط المسؤول عن منطقتي. يشبه الأمر أن يكون جارك متهمًا بسرقة سيارة وأن يتهموك أنت أيضًا لمجرد كونك جاره!”
لقراءة افادة (م) الكاملة وباقي الإفادات حول نظام التصاريح الإسرائيلي وتداعياته, اضغطوا هنا.
*
:لأخر المستجدات