حضرات الأصدقاء والزملاء الأعزاء،
سجّل هذا العام 2022 علامة فارقة تمثلت بمرور 15 عامًا على فرض الإغلاق إسرائيلي على قطاع غزة، وبالعدوان العسكري الشامل الخامس للجيش الإسرائيلي على القطاع. خلال هذا العام استمر عمل مؤسسة “ﭽيشاه – مسلك” المبدئي في الدفاع عن حرية الحركة حتى على خلفية الهجمات المستمرة على حقوق الإنسان وتضييق حيّز عمل المجتمع المدني. جهودنا الجماعية في العام القادم ذات أهمية من أي وقت مضى في مواجهة تبعات نزعة حكومية مهووسة لتكريس وتقوية الفوقية اليهودية، بما في ذلك من خلال عرقلة حرية الحركة وفصل الفلسطينيين عن بعضهم بعضًا.
يقع عمل “ﭽيشاه – مسلك” القانوني في صلب هذا النضال مع أن الجهود التي يقوم بها الطاقم القانوني الرائع على نحو يومي ليست ظاهرة للعيان. وفي حين أن كل قضية فردية هي عالم قائم بذاته، فإن مجمل القضايا يكشف أيضًا جهود السلطات الإسرائيلية لتقييد الحركة والهندسة الديمغرافية، وسط تجاهل التداعيات الفردية الخطيرة على الفلسطينيين. طالما بقيت لدينا إمكانية الوصول إلى المحاكم، فإن المرافعة والدفاع عن هذه القضايا يضطرّ السلطات على التعاطي مع احتجاجنا على سياساتها والوقوف أمام التزاماتها تجاه الفلسطينيين في غزة.
- واصلت “ﭽيشاه – مسلك” في العام 2022 الدفاع عن حقوق سكان غزة الراغبين إلى العودة لبيوتهم في الضفة الغربية من غزة، على الرغم من جهود السلطات الإسرائيلية لمنع التنقل حتى ممن هم مسجّلون كسكان الضفة الغربية. بين العديد من القضايا المشابهة التي ترافعت ودافعت عنها “ﭽيشاه – مسلك” هذا العام، كانت هناك القضية الأبرز لامرأة وأطفالها الستة (أحدهم يعاني من مشاكل قلبية) الذين تمكنوا من الانتقال إلى الضفة الغربية، حيث سيتمكن ابنها من الوصول إلى رعاية طبية أفضل.
- واجهنا أيضًا في “ﭽيشاه – مسلك” النزعة التعسفية والوحشية التي تحرم المواطنين الفلسطينيين من يحملون الجنسية الإسرائيلية ممّن يعيشون في القطاع من إمكانية مواصلة العيش في غزة “بشكل قانوني” بعد فقدان شريك حياتهم. فقد تم إبلاغ الأرامل، الذين عادة ما يكنّ من النساء، أنهن لم يعدن يملكن الحق بالإقامة في غزة. فإذا ما خرجن إلى إسرائيل، بما في ذلك لغرض زيارة الأسرة، فإنهن يخاطرن بذلك بعدم السماح لهن بالعودة إلى بيوتهن في القطاع. لقد ساعدت جمعية “ﭽيشاه – مسلك” العديد من الأرامل في غزة على الخروج من القطاع والعودة إليه، في حين حاولت الدولة تجنب إجراء جلسات استماع مبدئية في قضاياهن. سنواصل تحدي هذه النزعة في العام المقبل أيضًا.
- لقد شهدنا في العام المنصرم ارتفاعًا مشجعًا في حالات النجاح في القضايا التي قدمت فيها “ﭽيشاه-مسلك” المساعدة إلى سكان غزة في السعي إلى تحقيق تطلعاتهم المهنية، سواء من خلال الوصول إلى تلقي التعليم أو التطوير المهني. ومن بين هذه القضايا، رافقنا قانونيًا طبيبان من القطاع خرجوا إلى الضفة الغربية لإجراء امتحان الحصول على الشهادة الطبية. كما مثلت جمعية “ﭽيشاه – مسلك” 58 تاجرًا من القطاع يعملون في مختلف الصناعات والمجالات؛ إذ أننا تمكنا من إعادة التصاريح إلى 15 شخصًا ونواصل تمثيل 17 رجل أعمال آخرين يحاولون العمل لتوسيع مجال كسب رزقهم من خلال الوصول إلى الضفة الغربية وإسرائيل.
يجب ألا نرفع أيدينا في هذه المعركة. انخرطوا وشاركونا العمل من خلال المساهمة اليوم.
نتمنى نحن جميعًا في منظمة “جيشاه – مسلك” إليكم وإلى أحبائكم أعيادًا سعيدة وكل الخير بحلول العام الجديد 2023.
مع خالص امتناني،
تانيا
تانيا هاري
المديرة العامة