يقول المهندس ر.ج. من جمعية رجال الأعمال الفلسطينيين في غزة، في حديثه مع “چيشاه – مسلك” في حزيران 2021 “بعد ست سنوات من اعتمادها، أثبتت آلية إعادة الإعمار لجميع الأطراف أنها آلية عقيمة”. حسب رأيه، أضرت آلية إعادة الأعمار بالاقتصاد والحركة التجارية في قطاع غزة. “لم يستطيع المواطن البسيط الحصول على الاسمنت لترميم بيته. خلقت الآلية سوقًا سوداء وهمّشت السوق الحر. صبغت الآلية أيضًا عمل شركات المقاولات بصبغة أمنيّة، حيث تراقَب مستودعات مواد البناء بالكاميرات على مدار الساعة كما لو كانت ثكنات عسكرية”.
يضيف ر.ج. أن الآلية وشروطها قد شلت عمل القطاع الخاص: “تحتاج كل قطعة تشتريها إلى تنسيقات معقدة منوطة بالمزيد من التكاليف. عندما تقوم ببناء مصنع على سبيل المثال، عليك تسجيل كل بند تحتاجه في جدول الكميات والمقتنيات التي تُقدم للآلية. تتم عملية البناء على مراحل وبحسب جدول زمني تحدده الآلية نفسها، بعد كل مرحلة يجب القيام بعملية تقييم، لا يمكنك الاستمرار إلى المرحلة التالية دون موافقة. هذه المراحل متعِبة ومرِهقة وحتى لا يمكنك القيام بأي خطأ، فكل خطأ قد يدخلك إلى قائمة سوداء من الصعب إصلاحها، حتى أخطاء المفتشين أو أخطاء الجانب الإسرائيلي أدت في السابق إلى تعطيل المشاريع وإيقافها. يشعر من يعمل عن طريق الآلية أنه يعمل تحت حد السيف”.
شاركنا ن.م أن واحدة من شركاته توقفت عن العمل وفصلت عن الية إعادة الإعمار قبل خمس سنوات بعد أن تمت سرقة أحد مخازنه. “توجهت لجميع الأطراف: الأمم المتحدة والجهات الإسرائيلية والفلسطينية، أرفقت كافة الوثائق والمعلومات التي تدل على حدوث السرقة وأنّي لم أسرق مخازني، لكن دون جدوى. تهرّب كل طرف من المسؤولية وألقاها على الآخر. هل يعقل أنه المشكلة لم تُحل بعد كل هذه السنوات؟ لماذا لا يوجد أي حل عادل لمن تم اخراجهم من الآلية المعقدة من دون أي ذنب اقترفوه؟”.
أضاف ر.ج. أن الآلية فشلت بتوفير المواد الضرورية للمقاولين التي تصنفها إسرائيل على أنها “مزدوجة الاستخدام”. “تم تأخير دخول الرافعات والمضخات ومواد العزل، مثلًا، بسبب عدم وصول الموافقات من الجهات الإسرائيلية خلال فترة العمل وحتى بعد انتهاء فترة العقد مع المقاول. اضطر العديد من المقاولين للتوجه للسوق السوداء لإنهاء المشروع في الوقت الذي حدده الممول، مما قد يؤدي للمخاطرة بالفصل من العمل عن طريق الآلية. بحسب رأيي يجب ابطال آلية إعادة الإعمار”.
لقراءة المزيد حول سياسية إسرائيل بشأن الموادّ ثنائيّة الاستخدام ومنظومة إعادة إعمار غزّة، اضغط/ي هنا.