أفادت وزارة الصحة في غزة عن مقتل عشرات الأشخاص، من بينهم أطفال، في هجمات إسرائيلية على قطاع غزة. قتِل حتى الآن ما لا يقل عن خمسة أشخاص، من بينهم طفلة، في إسرائيل جراء إطلاق الصواريخ من غزة. إطلاق النار المتعمد أو العشوائي على تجمعات سكانية مدنية هي جريمة حرب. يقع على إسرائيل واجب حماية مواطنيها، لكن انتهاك قوانين الحرب من قبل الطرف الآخر لا يبرر انتهاك واجباتها تجاه السكان في غزة الواقعة تحت احتلالها. إسرائيل ملزمة بالعمل في إطار القانون الدولي وحماية حقوق مليونَي مدني في قطاع غزة، حتى في حالة الحرب.
أغلقت إسرائيل معبر إيرز بشكل شبه تام منذ آذار 2020 بحجة مكافحة انتشار فيروس الكورونا. عشية بدء القتال، أعلن منسق أعمال الحكومة الاسرائيلية أن سيُسمح بالتنقل في حالات “إنسانية واستثنائية”، لكن الناطق باسم وزارة الصحة في غزة قال يوم أمس أن المعبر مغلق حتى لمرور المرضى لتلقي علاجات منقذة للحياة في مستشفيات الضفة الغربية، شرقي القدس وإسرائيل.
يوم الثلاثاء الماضي (10.5)، أغلقت إسرائيل معبر كرم أبو سالم (المعبر الرئيسي للبضائع من وإلى قطاع غزة) بشكل تام، بما في ذلك مرور الوقود والمعدات الإنسانية الأساسية الأخرى. نتيجة لإغلاق معبر كرم أبو سالم، لم يدخل أي وقود إلى محطة توليد الكهرباء. تسبب النقص بتوقيف إحدى التوربينات وانخفاض تزويد السكان بالكهرباء (التي لا تتجاوز ثماني ساعات متتالية في الأيام العادية). تحذر الأمم المتحدة من أنه إذا لم يتغير الوضع الراهن سينقطع تزويد الكهرباء نهائيًا حتى نهاية الأسبوع.
يحظر القانون الدولي على استهداف المدنيين كما ويحظر على العقاب الجماعي للمدنيين عن طريق إغلاق المعابر. أغلقت إسرائيل المجال البحري في غزة أيضًا، والحظر الشامل على الخروج إلى البحر مستمر حتى اليوم. هذا إجراء عقابي خطير يضر بمصدر معيشة وتغذية أساسي للسكان.
أدت القيود والإغلاق التي تفرضها إسرائيل على غزة إلى المس باقتصادها وبالقطاع الصحي وإبقاء قطاع غزة بوضع إنساني صعب منذ سنوات، واليوم أضيفت عواقب وخيمة تؤثر على عمل البنى التحتية والأنظمة المدنية الحيوية نتيجة هجمات إسرائيل على قطاع غزة وإغلاقها للمعابر.
وفقًا للمعلومات التي وصلت “چيشاه – مسلك” من شركة توزيع كهرباء محافظات غزة ومن الجهاز الطبي في قطاع غزة:
- تضررت ثلاثة خطوط كهربائية تخرج من محطة الطاقة في غزة والتي تزود المستشفيات، والمصالح، والمساكن بالكهرباء نتيجة القصف، وتم إغلاقها. ليس لدى الشركة ما يكفي من المعدات اللازمة لإجراء الإصلاحات.
- المستشفيات الآخذة بالانهيار جراء الحاجة بمعالجة مرضى الكورونا في القطاع ممتلئة بمئات الجرحى بسبب إطلاق النار. أعيق عمل المستشفيات، التي تعمل جميعها في حالة طوارئ بسبب انخفاض إمدادات الكهرباء، ما يعيق تشغيل محطة توليد الأكسجين اللازمة لأجهزة التنفس.
“چيشاه – مسلك” تطالب إسرائيل بوقف إطلاق النار غير القانوني على سكان غزة والتوقف عن انتهاك حقوق السكان الذين يعيشون في قطاع غزة تحت سيطرتها، تطالب أيضا بفتح المعابر بينها وبين غزة، والسماح بحركة الأشخاص، وفتح المجال البحري أمام الصيادين.