الأصدقاء الأعزاء،

إن يوم السبت، السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، سوف يُذكر في تاريخ إسرائيل كمأساة ذات أبعاد لا يمكن الإحاطة بها. فما حدث منذ ذلك الحين وما سيحدث في الأسابيع والأشهر المقبلة سوف يشكّل امتحانًا لدولة إسرائيل والمنطقة والمجتمع الدولي بأكمله، في الوقت الذي نواجه فيه أكثر جوانب الإنسانية حلكةً وظلامًا بينما نحاول الخروج منها بمبادئنا سليمة سالمة.

في ذلك الصباح، ارتكب مسلحون فلسطينيون مجازر مروّعة في جنوب إسرائيل، واحتجزوا مئات الرهائن بمن فيهم نساء وأطفال ومسنون. ومنذ ذلك الحين، تم إطلاق آلاف الصواريخ بشكل عشوائي على مراكز سكانية مدنيّة في جميع أنحاء البلاد، وهي أفعال ترقى إلى مستوى جرائم حرب. إن أعداد القتلى والمفقودين والجرحى، وحجم الدمار، ما زالت تتكشف حتى الآن. نحن كمنظمة أمضت السنوات الثماني عشرة الماضية في المرافعة عن حقوق الإنسان للفلسطينيين في غزة على وجه الخصوص، فقد حطّمتنا الهجمات في الجنوب، ولكنها لم تهز عزمنا على تعزيز الحماية الشاملة للمدنيين.

إن اهتمامنا في الوقت الراهن قد تحوّل إلى ما تفعله حكومتنا رداً على ذلك، إذ أنها تشن هجوماً على غزة على نطاق غير مسبوق، مستفيدةً من الصدمة الجماعية للمجتمع الإسرائيلي لدعم انتقام بلا قيود وحدود. حتى اللحظة قتل في غزة ما يقارب 3,000 شخص وأصيب ما يزيد عن 10,000 انسان بجروح نتيجة القصف الإسرائيلي. أكثر من 1,200 شخص ما زالوا مفقودين تحت الأنقاض. عائلات كاملة قتلت تحت القصف وحارات كاملة لم تعد موجودة، مما يقوض الادعاء أن إسرائيل تستهدف حماس فقط. ان الهجمات العشوائية او غير التناسبية على المدنيين والبنى التحتية المدنية هي جرائم حرب. النزوح الجماعي في أعقاب أمر الاخلاء غير الفعال الذي أصدرته إسرائيل يردّد صدى الصدمة الماضية التي يعاني منها مجتمع اللاجئين في غزة الذين تبلغ نسبتهم 70% من السكان. وسواء اختار الناس البقاء في بيوتهم أو لم يتمكنوا من مغادرتها، فلا يزال يتعيّن ويجب حمايتهم.

وبالإضافة إلى القصف المتواصل، فإن قرار إسرائيل بمنع دخول الوقود والغذاء والاحتياجات واللوازم الطبية إلى قطاع غزة، وقرارها بقطع إمدادات المياه والكهرباء عن القطاع، يؤدي كلّه إلى نشر الفوضى وتعريض حياة الناس لخطر أكبر. العقاب الجماعي هو جريمة حرب.

نحن في وضع طوارئ. وتدعو مؤسسة “ﭽيشاه–مسلك” إلى التدخل العاجل لمنع المزيد من الفظائع في غزة. يجب تمكين وصول المساعدات الإنسانية على نحو فوري. إن القرار الذي صدر بالسماح بدخول بعض المياه إلى جنوب غزة يوم الأحد، في حال تم تطبيقه، لا يقترب من أن يكون كافيًا لتلبية احتياجات المدنيين العاجلة في القطاع، كما أنه يفتقر للفعاليّة طالما لا تتوفّر امدادات الكهرباء.

وإنه لمن الضروري أن تعمل جميع الأطراف على إطلاق سراح الرهائن فوراً ودون قيد أو شرط، واتخاذ الاحتياطات والتدابير اللازمة لحماية سلامتهم ورفاهيتهم. إن المزيد من الموت والدمار لا يمكنه أن يعيد الأرواح المفقودة.

الرجاء متابعتنا على موقعنا ومنصات تويتر، انستغرام، وفيسبوك لمزيد من التحديثات الجارية.

إننا نتقدم بالشكر إلى أولئك الذين قرروا دعم عملنا في هذا الوقت، فهذا يشير إلى أن الكثير منكم يعلمون أنه على الرغم من الفظائع المرتكبة من أيّ من الطرفين، فيجب حماية المدنيين واحترام حقوق الإنسان الخاصة بهم، على امل أن نحظى بأيام أفضل.

نظرًا للوضع الراهن السائد، عرض شركائنا في مؤسسة السلام في الشرق الأوسط (Foundation for Middle East Peace) استضافتنا إلى جانب عدد من المتحدثين بدلًا من منتدى سياسات غزة. يجري الحدث في نفس الوقت، اليوم الثلاثاء 17 تشرين الأول عند الساعة 16:00 (بتوقيت القدس). أدعوكم للتسجيل هنا، وسنقوم بمشاركة التسجيل بمجرد توفره.

أكرر توجيه الشكر لكم على دعمكم وأتمنى لكل من في المنطقة السلامة والقوة في هذه الأيام الصعبة للغاية.

تانيا

تانيا هاري

المديرة العامة

>> اضغطوا هنا لمشاهدة الندوة الرقمية