الأصدقاء والصديقات،
لقد شنت إسرائيل في شهر آب من هذا العام اعتداءً عسكريًا آخر على غزة، مخلّفة وراءها الدمار وعشرات القتلى. ومثلما في كل الاعتداءات العسكرية السابقة، تم وضع غزة على نحو مؤقت للحظة في دائرة ضوء الاهتمام الدولي.
ولكن حين تهدأ أكداس الغبار ويذهب سائر العالم في حال سبيله، تواصل ” ﭽيشا-مسلك” عملها كمراقب للدفاع عن حق سكان قطاع غزة لحرية الحركة والتنقل والعمل على تحدي السياسات الإسرائيلية والحرب اللانهائية التي تشنها إسرائيل كل يوم على سكان القطاع.
لقد انصبّت جهودنا الحثيثة خلال الشهر الماضي على حماية سبل العيش وكسب الرزق لسكان القطاع، كشفنا مدى محدودية خطوات إسرائيل بعد الحرب التي تسميها “لفتات”، عملنا على لم شمل عائلات، وواصلنا عملنا من أجل الدفاع عن حق الفلسطينيين والفلسطينيات في غزة لحرية الحركة والعيش بكرامة.
انضموا إلينا في تعزيز حقوق الإنسان فيما بعد فترات الأزمة.
حماية سبل العيش
نتيجة للجهود التي بذلناها، أعادت إسرائيل قارب صيد إلى صاحبه في غزة بعد أن قامت باحتجازه لأكثر من ستة أشهر في أعقاب الاستيلاء عليه بشكل غير قانوني. وبهذا العمل فقد أعدنا سبل العيش وكسب الرزق والأمان الغذائي إلى سبع عائلات في غزة.
ما زالت تطالب اسرائيل بمصادرة القارب بشكل نهائي من خلال إجراء قضائي معقد جرى في محكمة خاصة بالشؤون البحرية في مدينة حيفا، حيث أننا أسوة مع شركائنا في منظمة “عدالة” نتحدى صلاحيات إسرائيل للقيام بفعل كهذا.
عملنا على مستقبل هذا القارب سيتواصل وكذلك مراقبة الممارسات الإسرائيلية العنيفة في الحيّز البحري لقطاع غزة، وهو عمل نتمكن من القيام به بفضل الدعم السخي المقدم من شركائنا.
ساهموا في حماية سبل العيش في غزة من خلال تعميم ومشاركة نشاطنا وتقديم تبرّع شهر.
كشف محدودية سياسة “اللفتات” الإسرائيلية
من خلال مناقشة وتحليل التغييرات الأخيرة في السياسة الإسرائيلية المتعلقة بالعمال الفلسطينيين من قطاع غزة، نشرنا تقرير موقف موجز بعنوان “بكل ثمن“، والذي يستند جزئيَا إلى مقابلات معمّقة أجريناها مع عمال فلسطينيين من غزة يعملون في إسرائيل.
يكشف التقرير كيف أن الخطوات الإسرائيلية المفترضة لتخفيف الظروف الاقتصادية في القطاع هي خطوات تظلّ محدودة للغاية في سياق الإغلاق، الذي يواصل التسبب في تدهور ظروف الحياة وإعاقة دائمة للنشاط الاقتصادي، ويشير التقرير إلى القضايا التي يجب معالجتها من أجل حماية الفلسطينيين الذين يعملون في إسرائيل.
لم شمل عائلات
لقد ساعدنا شقيقين من أجل لم شملهما وذلك بعد أن رفضت السلطات الإسرائيلية في البداية طلب الأخت زيارة شقيقها المريض في الضفة الغربية، ثم تجاهلت طلبها بالمرة لاحقًا. في أعقاب التماسنا، تمت المصادقة على الطلب، وتم لم الشمل بينها وبين شقيقها في الضفة الغربية مطلع هذا الشهر.
إن حق الأساس في زيارة ولقاء العائلة يتعرض للانتهاك بالنسبة لألوف العائلات في غزة، التي تجبر على مواجهة عراقيل وقيود أمام زيارة أقاربها الذين يعيشون في الضفة الغربية او في إسرائيل، وبالعكس. نحن نواصل النضال داخل المحاكم وخارجها من أجل الدفاع عن هذه الحقوق.
بعد الحرب، حين تتبدد الأضواء وتتلاشى عن قطاع غزة، نحن سنظلّ هناك، من أجل سكان غزة. سنواصل كشف أثر الإغلاق اليومي على سكان غزة، وسنواصل مطالبة إسرائيل بتحمل المسؤولية عن انتهاكاتها لحقوق الإنسان، وسنواصل المرافعة من أجل التغيير سعيًا في خاتمة المطاف إلى تحقيق سياسات تضمن الحرية.
لكن هذا العمل متاحٌ فقط بفضل الدعم السخي المقدّم من شركائنا. ناصرونا في حماية حقوق الإنسان: إدعموا عملنا اليوم.
مع فائق الامتنان،
تانيا
تانيا هاري
مديرة عامة