تلقى مركّزي توجهات الجمهور في "چيشاه - مسلك" بلاغًا بشأن التعليمات الجديدة قبل يوم واحد من تطبيقها. هذه التعليمات لا تَظهر في أية وثيقة رسمية وستثقل كثيرا على كاهل العبور، من دون أن يكون لهذه التعليمات سببًا واضحًا.
فلسطينيات في معبر إيرز. تصوير “چيشاه – مسلك”.

2 آب، 2017. تقييدات جديدة فرضت على الفلسطينيين القلائل ممن يُسمح لهم بالعبور عبر معبر إيرز: فمنذ الأول من آب الجاري لن يسمح لهم باصطحاب أي جهاز كهربائي لدى خروجهم من القطاع عدا عن هاتفهم الخليوي.  كما يحظر عليهم حيازة الطعام، أيا كان نوعه، حتى لو كان هذا الطعام للاستهلاك الشخصي خلال ساعات الانتظار الطويلة أو أثناء السفر. وقد وصلتنا هذه التعليمات من قبل مديرية الارتباط والتنسيق الإسرائيلية في غزّة وهي الجهة التي تقوم بتطبيق سياسات منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق على المعبر. ومع ذلك، تعامل السلطات الإسرائيل “برأفة” مع الذين يعبرون لأسباب إنسانية، غالبيتهم من المصابين بأمراض خطيرة، ومرافقيهم القلقين، حيث سمحت لهم، بشكل استثنائي، بحيازة طعام “للاستخدام الشخصي”. وقد سمح أيضا مثلهم لمن يخرجون لزيارة المسجونين في إسرائيل.

حتى الفلسطينيين المسافرين إلى خارج البلاد، والذين يضطرون لاستخدام السفريات المباشرة التي تنقلهم من حاجز إيرز إلى جسر ألينبي في الطريق إلى الأردن، أي أنهم لا يمكثون أبدًا في إسرائيل، قد حُظِر عليهم حمل الحواسيب النقالة، مثلا، أو ماكينات الحلاقة. هذه التقييدات الجديدة سارية المفعول أيضًا على الموظفين الفلسطينيين في المنظمات الدولية.  كما يحظر على الخارجين من قطاع غزة من جميع الفئات العبور حاملين حقائب صلبة، هذا إلى جانب الحظر المفروض على الجميع  بشأن حمل “مستلزمات النظافة الشخصية”، أما المسافرين من غير الفلسطينيين فهم معفون من كل هذه المطالب ويُطلب إليهم فقط التبليغ عن الأجهزة الكهربائية التي يحملونها معهم.

وقد وصلت هذه التعليمات من خلال البريد الإلكتروني، قبل يوم واحد من بدء تطبيقها، إلى مركزي توجهات الجمهور في كل من “چيشاه – مسلك” وهموكيد: مركز الدفاع عن الفرد . ولم يتم نشر هذه التعليمات في وثيقة “وضع الأذونات أثناء الإغلاق“، وهي الوثيقة التي تحدد نظام تصاريح تنقل الفلسطينيين في كل من غزّة والضفة. وليس من الواضح كيف، ولماذا، وبأية عملية تم اتخاذ قرار بشأن تطبيق هذه التعليمات، ومن صادق عليها، وسبب فرضها. ولا تظهر أصلا إمكانية الاستئناف أو الاستثناء، وأي هدف يخدمه هذا التشديد الإضافي.

الإسرائيليون يعرفون جيدًا أن التنقل ضروري، سواء تنقل الأشخاص أو نقل البضائع. وكانت إسرائيل قد أعلنت في أكثر من مناسبة عن تأييدها لإعادة إعمار مؤسسات المجتمع والاقتصاد في غزة، وهذه الأمور لا يمكن أن تحدث إن لم يتم السماح بالتنقل. وبدلاً من الاكتفاء باشتراط الحق في العبور بالفحص الأمني، كما هو متبع في أي معبر بين الكيانات السياسية في العالم، والسماح بذلك للمعنيين بالذهاب إلى المستشفيات، والزيارات العائلية، واللقاءات التجارية، وحضور ورشات التدريب المهنية، وسائر الحاجات الحياتية، فإن إسرائيل ترفض السماح حتى للساندويتشات بالمرور.