
6 تشرين الثاني 2014. بعد أكثر من سبع سنوات مُنع فيها سكان قطاع غزة من بَيع سلعهم في الضفة الغربية، شهد صباح اليوم مُغادرة شاحنة مُحمّلة بـ10 أطنان من الخيار مُتوجهة إلى مدينة الخليل.
هذه أول مرة تُسوَّق فيها بضائع من قطاع غزة في الضفة الغربية منذ العام 2007، أي منذ فرض إسرائيل الحظر الشامل على تسويق بضائع قطاع غزة في إسرائيل والضفة الغربية. تأثير هذا الحظر على اقتصاد القطاع كان كبيرًا جدًا، فقبل فرض الإغلاق، حوالي 85% من البضائع التي غادرت القطاع كانت تُسوَّق في الضفة الغربية وإسرائيل، وإذا كان عدد الشاحنات التي خرجت من القطاع حتى عشيّة فرض الإغلاق 1064 شاحنة بالمعدل الشهري، فإن المُعدل الشهري في العام 2014 بلغ %1 فقط من هذا العدد: أي حوالي 10 شاحنات في الشهر. ويُقدّر المزارعون في القطاع أنه إذا كانت عملية التسويق واضحة وسهلة، سيتمكنون من بيع 30 بالمئة من محاصيلهم في أسواق الضفة الغربية، أي ما يعادل 100 إلى 150 شاحنة في الشهر.
إن السماح بتسويق البضائع من قطاع غزة في الضفة الغربية هو خطوة مُرحّب بها، وكلنا أمل في أنه لن يتوقف على المنتوجات الزراعية وسيشمل قريبًا سلع أخرى تُسوّق في الضفة الغربية وإسرائيل. “تيسير طريق قطاع الإنتاجات في قطاع غزة إلى أسواقه الطبيعية في الضفة الغربية وإسرائيل هو أمر حيوي لإعادة تأهيل اقتصاد غزة” بحسب أقوال المدير العام لجمعية “ﭼيشاه-مسلك”، إيتان دياموند، الذي أضاف: “الجميع مُتفقون على أن سياسة الإغلاق المَدني فشلت، وأن إعادة إعمار غزة هي مطلب الساعة، لذلك نتأمل ألا يتكرر المشهد الذي كان مطلع الأسبوع وهو إغلاق المعابر بين إسرائيل وقطاع غزة كعقاب. الحياة العادية والطبيعية ليست جائزة ولا منة من أحد، بل هي ضرورة، وهي ضرورية ليس فقط لسكان القطاع بل للاستقرار في المنطقة كلها”.
اعترفت القيادة السياسية الأمنية الإسرائيلية بأهمية تسويق بضائع قطاع غزة في الضفة الغربية، وذلك في أعقاب العملية العسكرية “الجرف الصامد”، حيث صرّح كل من وزير الأمن الاسرائيلي ورئيس أركان الجيش مع انتهاء العمليات القتالية إن “إعادة إعمارالقطاع هي مصلحة إسرائيلية. ووفقًا لتعبير رئيس الأركان “الهدوء في المنطقة منوط باستمرار إنتاج الأمل والأفق الاقتصادي في غزة”.
وفشلت، قبل أسبوعين، محاولة تسويق تمر وبطاطا من قطاع غزة في الضفة الغربية، بسبب عدم وضوح في مسألة شروط الرزم والتحميل على الشاحنة. هذا الإلغاء كلّف المزارعين عشرات آلاف الشواقل على كل شاحنة. الأرباح التي سيجنيها المزارع عبد الرؤوف أبو صفر من بيع الخيار اليوم ستكون بسيطة جدًا، لكنه يقول إن للشاحنة الأولى قيمة رمزية لدى التجار في القطاع: “هذا سيمهد الطريق للمزيد من التجار والمزارعين. جميع التجار ينتظرون خروجي مع الشاحنة إلى الضفة الغربية لكي يباشروا عملية التسويق هناك. هناك مشاكل في شروط الشحن، مثل تحديد ارتفاع لوحات التحميل، لكنني آمل أن تحل هذه الأمور مع الوقت لكي يصبح التسويق مربحًا”.
لقراءة ورقة الموقف التي أصدرتها جمعية “ﭼيشاه-مسلك” حول انهيار الإغلاق المَدني على قطاع غزة: هنا.