
24 تشرين أول، 2018. بعد أسبوع من تقليص إسرائيل للمسافة التي تتيح لصيادي الأسماك من غزة بالابتعاد عن الساحل إلى ثلاثة أميال بحرية فقط، تمت اليوم إعادة مساحة الصيد المسموحة إلى ستة أميال بحرية. صحيح أن هذه هي المسافة التي تسمح بها لإسرائيل لصيادي غزة بالصيد فيها في الأيام العادية، لكن “العادية” هنا تشمل، عادة، تطبيق عنيف للأوامر العسكرية بواسطة إطلاق الرصاص الحي، ومصادرة القوارب، وإلحاق الضرر المقصود بالمعدات. هذه المسافة لا تزال بعيدة أصلاً عن الاستجابة لاحتياجات الصيادين في كسب الرزق، كما أنها لا تتسق والاتفاقيات التي وقّعت عليها إسرائيل.
يوم أمس، 23 تشرين أول، بعد أن أبلغت إسرائيل جهات الارتباط الفلسطينية عن انتهاء الفترة العقابية، وإعادة منطقة الصيد إلى ستة أميال بحرية، انطلق صيادون إلى عرض البحر منذ الفجر. لكن وبحسب زكريا بكر، رئيس لجنة الصيادين في اتحاد لجان العمل والزراعة في غزة، فقد قامت قوارب سلاح البحرية الإسرائيلي بإطلاق النار عليهم وصدهم إلى الخلف. ولاحقًا، حسبما قال بكر، قام الجيش باعتقال إثنان من الصيادين على مسافة ميلين بحريين من الشاطئ. وبحسب المعلومات التي أوردتها مؤسسة “الميزان“ لحقوق الإنسان في غزة، فقد جرى يوم أمس اعتقال أربعة صيادي أسماك في حادثتين منفصلتين، كما جرت مصادرة قاربين.
وكانت إسرائيل، على عادتها، قد قامت خلال الشهر الماضي بتقليص ومن ثم توسيع المنطقة المسموحة للصيد مقابل شواطئ غزة، وذلك كخطوات عقاب جماعي. ففي السادس من تشرين ثاني قررت إسرائيل تقليص منطقة الصيد من تسعة أميال بحرية إلى ستة، وهو ما تم تبريره بأنه يأتي ردًا تواصل الأحداث الاحتجاجية قرب السياج. وفي تاريخ 17 تشرين ثاني، وفي أعقاب سقوط صاروخ تم إطلاقه من غزة على أحد المنازل في بئر السبع، أعلنت إسرائيل عن تقليص المساحة المسموح للصيد إلى ثلاثة أميال بحرية فحسب. وهذا ما فعلته سابقًا، في شهر تموز أيضًا.
هذا الصباح، 24 تشرين ثاني، تداولت وسائل إعلام إسرائيلية خبر القرار الإسرائيلي بتوسيع مساحة الصيد بميل إضافي، كما تداولت خبر النية بزيادة ميلين إضافيين حتى يوم الجمعة، إلا أن رئيس نقابة الصيادين في غزة لم يتم تبليغه بالأمر.
إن فرض تقييدات على قطاع الصيد قد تسبب في إحداث أضرار جسيمة لهذا القطاع الاقتصادي التقليدي. لقد هجر الكثيرون هذه المهنة. إذ انخفض عدد العاملين في قطاع صيد الأسماك من نحو 10,000 في العام 2000 إلى نحو 3,000 اليوم. ولا يزال من المبكر تقدير الأضرار الناجمة عن تقليص مساحة الصيد خلال الشهور الماضية. إلا أن رئيس نقابة الصيادين قد تحدث إلى المركّز الميداني في ” چيشاه – مسلك” عن الإحباط وخيبة الأمل التي تسود أوساط صيادي الأسماك الذين لا يستطيعون استغلال موسم صيد أسماك السردين، وهو موسم يبلغ أوجه في هذه الأوقات.