ضمن مسؤوليّة إسرائيل حماية صحّة وأمان جميع الخاضعين لسيطرتها، فإنها ملزمة بتوفير التطعيم ضد الكورونا في إسرائيل، الضفّة الغربيّة وقطاع غزّة. يتطلّب الأمر تعاونًا وطيدًا مع السلطات الفلسطينيّة والمجتمع الدولي ومؤسساته. إلا أن انخراط هذه الجهات لا يُعفي إسرائيل من مسؤوليّتها الجوهريّة اتجاه الفلسطينيين تحت الاحتلال. على إسرائيل أن تشارك بسد كافة تكاليف التطعيم وتوزيعه دون أي شروط.

السلطة الفلسطينيّة؟
عقود من الاحتلال، فرضت إسرائيل خلالهم سيطرة متواصلة على السجل السكّاني الفلسطينيّ، على منظومة الضرائب ومعابر الأشخاص والبضائع بين إسرائيل، الضفّة الغربيّة وغزّة. لا زالت هذه السيطرة تعيق قدرة السلطات الفلسطينيّة في الضفّة وغزّة على توفير كافة الاحتياجات الطبيّة للمجتمع، وعلى تحمل مسؤوليتها الكاملة في هذا المجال كما تنص اتفاقيّات أوسلو.

تعمل السلطة الفلسطينية، بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية ومؤسسات عالمية أخرى، من أجل توفير كافة احتياجات المجتمع الفلسطيني، بما في ذلك الفحوصات المخبرية واللقاح، لمكافحة وباء الكورونا. هذا لا يعفي أو يقلل من مسؤولية إسرائيل.

لماذا إسرائيل؟
بعد 15 عامًا من تنفيذ خطة فك الارتباط، لا زال الاحتلال كما هو، حتّى في قطاع غزّة بعد إخلاء المستوطنات والقواعد العسكريّة منها: تواصل إسرائيل التأثير على جميع مناحي الحياة المركزيّة في غزّة. وهي سيطرة تحمل مسؤوليّات اتجاه سكّان القطاع، انطلاقًا من القانون الدوليّ الإنساني، قوانين حقوق الإنسان الدوليّة، والقانون الإسرائيليّ. المساعدات الإنسانيّة التي يقدّمها المجتمع الدولي لإسرائيل ليست حلًا للحاجات الجذريّة، ولا تعفي إسرائيل من التزاماتها القانونيّة والأخلاقيّة نحو المجتمع الفلسطينيّ.

بأي شروط؟
نشرت وسائل إعلاميّة ما يشير إلى أنّ إسرائيل تشترط توزيع التطعيمات والمعدات الأخرى المطلوبة لمكافحة الوباء في غزّة بنتائج المفاوضات مع حماس لإعادة مواطنين إسرائيليين وجثامين جنديين قُتلا عام 2014.

حقوق سكان قطاع غزة، ومن ضمنهم الحق بالصحة – إتاحة الدواء والعلاج الطبي واللقاح – لا تُشترط بمفاوضات أو أي أهداف سياسية. انتهاك القانون الدولي الإنساني من جانب حماس لا يبرّر انتهاكًا إسرائيليًّا، وبالتأكيد لا يعفي إسرائيل من التزاماتها اتجاه المجتمع في غزّة، والذي تعاقبه إسرائيل لقاء تطوّرات سياسيّة ليس للمجتمع أي سيطرة عليها.

ما المطلوب؟
يتوقّع العالم خلال العام المقبل العودة إلى الحياة الطبيعيّة، بحيث ترفع التقييدات عن الحركة والتجارة. الخروج من الأزمة الصحيّة والاقتصاديّة مرتبط بتوفّر موارد مكافحة الوباء لجميع سكّان المنطقة. فقط انهاء الاحتلال والسيطرة يضمنان حماية كاملة لحقوق الانسان، ولكن، وفي هذه الأيام، مؤسسة “ﭽيشاة-مسلك” تطالب إسرائيل بتحمّل مسؤوليّتها وتنفيذ واجباتها:

  • التأكد من توفير وتوزيع التطعيم ضد الكورونا على وجه السرعة، بما في ذلك المشاركة بدفع تكاليف التطعيم ومستلزمات توزيعه، دون شروط.
  • رفع الإغلاق عن قطاع غزّة من أجل تمكين حركة الاقتصاد وعمل الجهاز الطبي.
  • العمل بتعاون وطيد مع جميع الجهات -الفلسطينيّة والدوليّة- ذات الصلة، من أجل رفاهيّة جميع سكّان المنطقة.

لقراء ورقة الموقف الكاملة الصادرة عن “ﭽيشاة-مسلك”، وفيها التوصيات الكاملة، هنا.