ما هي “سياسة الفصل”؟ ورقة معلومات by gisha_access
لقراءة ورقة المعلومات اضغطوا هنا.
في شهر تموز 2010، أقرت حكومة إسرائيل تغييرات في سياسة الإغلاق المدني على قطاع غزّة، سياسةٌ سادت منذ سيطرت حركة حماس على القطاع في العام 2007. منذ صدر قرار الحكومة، أزيلت التقييدات تدريجيًا على إدخال البضائع والمواد الخام إلى القطاع، وتزايدت حركة المواطنين عبر معبر “إيرز”، خاصةً حركة رجال الأعمال. كذلك، ولو بشكلٍ محدود، تزايد أيضًا التصدير الزراعي إلى أوروبا عن طريق إسرائيل. بموازاة هذا، أعيد فتح معبر رفح من قبل المصريين لأجل عبور الغزيين – ما مكّنهم من السفر إلى خارج البلاد.
إذن، غزة اليوم مفتوحة للعالم أكثر مما كانت عليه قبل سنتين، لكن طريقها نحو التطوّر والاستقرار الاقتصادي لا زالت مسدودة تواجه العقبات. تكمن العقبة الأساسية في علاقة غزة بالضفة الغربية وإسرائيل – المناطق الأهم بالنسبة للمجتمع والاقتصاد، والتي شُدِّد قطع غزة عنها منذ فرض الإغلاق في العام 2007 – لا يزال أهالي غزة تحت تقييدات واسعة للحركة. يأتي الحظر الأساسي على عاملين أساسيين؛ منع تسويق البضائع الغزيّة في الضفة الغربية وإسرائيل، وتشديد معايير السماح بعبور المواطنين بين غزة والضفة بالاتجاهين. فيما يتعلق بهذه التقييدات، لم يكن هناك، تقريبًا، أي تغيير بعد إطلاق سراح چلعاد شاليط من الأسر في أيلول 2011.
عندما يُسألون عن أسباب الإبقاء على تقييدات الحركة في غزة، تفسّر الجهات الأمنية أن هذه التقييدات تأتي ضمن “سياسة الفصل” بين غزة والضفة، وهي سياسة أقرها المستوى السياسي. مصطلح يتكرر ويبرز في التصريحات الرسمية، يقال (بالعبرية) فقط أن هدف الفصل هو “الضغط على حكومة حماس ومساعدة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية” لكن تفسيرًا لم يقدّم له حتى الآن : هل هناك سياسات واضحة ومحددة تعرّف هذا المصطلح؟ ما هو الهدف من هذه السياسة؟ بأي مستوى سياسي تم اتخاذها؟ هل نوقشت في أي إطار سياسي كالحكومة، المجلس الوزاري المصغر، لجنة الخارجية والأمن؟
الهدف من هذه المادة هو تزويد الحقائق التي بوسعها أن تؤسس نقاش موضوعي حول “سياسة الفصل” وإسقاطاتها السياسية، الاقتصادية، والأمنية. بما أننا، مثل معظم الجمهور الإسرائيلي، لا نعرف المركبات السياسية لسياسة الفصل وأهدافها، يمكننا عرضها عن طريق تفصيل السياسة كما تُطبق فعلاً على أرض الواقع، بإضافة تفسيرات أعطيت لهذه السياسة من قبل جهات رسمية. بالإضافة، سنطرح أسئلة نعتقد بأنها جديرةً بالفحص.