يومين قبل ليلة عيد الميلاد، هناك فلسطينيون مسيحيون في غزة لم يتلقوا بعد ردًا على الطلبات التي قدموها للحصول على “تصاريح العيد” الصادرة عن إسرائيل. منذ حوالي شهر، أعلن منسق عمليات الحكومة الإسرائيلية عن تخصيص 500 تصريح للمسيحيين في غزة (كما هو مفصل أدناه).
وفقا للجنة الشؤون المدنية الفلسطينية في غزة، وهي الهيئة المسؤولة عن تمرير الطلبات من سكان غزة إلى السلطات الإسرائيلية، تمت الموافقة على 486 من أصل 824 طلبًا قدمها فلسطينيون مسيحيون من قطاع غزة على أمل مغادرة غزة وزيارة الأقارب والأماكن المقدسة في العيد. أكثر من ثلث التصاريح التي تم الموافقة عليها أصدرت للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 16 عامًا، خلافًا لمطالبتنا بعدم احتساب الأطفال في الحصة المخصصة، بل يجب اعتبارهم مرافقين لوالديهم. حوالي 338 شخصًا ممن قدموا طلبات لم يتلقوا إجابة بعد، أو تم رفض طلباتهم. بحسب معلوماتنا، هنالك حالات حصل فيها الأطفال فقط على تصاريح، وتم رفض والديهم. وفي حالات أخرى، حصل أحد الزوجين على تصريح ورُفض الآخر. نتيجة لذلك، لن تستطيع العديد من العائلات الاحتفال مع كافة أبناء العائلة خلال العيد كما كانوا آملين.
تلقت جمعية “چيشاه – مسلك” توجهات من فلسطينيين مسيحيين رُفض طلبهم لأن أحد أقاربهم يقيم “بشكل غير قانوني”، بحسب إسرائيل، خارج قطاع غزة. هذا الأساس الذي تعتمد عليه إسرائيل يشكل عقوبة تعسفية محظورة. أيضًا، لم يتم الرد على توجهنا لمنسق عمليات الحكومة الاسرائيلية، الذي طالبنا فيه بتكبير الحصة المخصصة للسماح للعائلات بالاحتفال بالعيد معًا لأول مرة منذ عامين.
*
25 تشرين الثاني, 2021. أعلن منسق عمليات الحكومة الإسرائيلية، يوم 24 تشرين ثاني، عن تخصيص 500 تصريح للفلسطينيين المسيحين سكان قطاع غزة من أجل زيارة عائلاتهم في الضفة الغربية والقدس خلال فترة عيد الميلاد المجيد، بالإضافة إلى تخصيص 200 تصريح للسفر لخارج البلاد عن طريق معبر أللنبي. أعلن المنسق أيضا عن تخصيص 15,000 تصريح للفلسطينيين المسيحيين سكان الضفة الغربية للزيارة داخل إسرائيل. وفقًا لمصادرنا في غزة، بدأ تقديم طلبات المسيحيين من سكان القطاع. تم تقديم حوالي 900 طلب حتى الآن. عدد الطلبات التي تقدم بها أكبر من العدد العشوائي الذي خصصته اسرائيل لسكان القطاع.
تتوجه “چيشاه – مسلك” إلى منسق عمليات الحكومة الاسرائيلية سنويًا مطالبة إياه بنشر قراراته المتعلقة بإصدار تصاريح عيد الفصح وعيد الميلاد في وقت مبكر. أرسلنا على ضوء الأعياد المقبلة علينا رسالة للمنسق طالبناه فيها بإبلاغ الجمهور بقراره بشأن تصاريح الأعياد للمسيحيين، كما وطالبنا أن تسمح معايير إصدار التصريح هذا العام بجمع العائلات المشتتة بين غزة وإسرائيل والضفة الغربية كي يتسنى لهم الاحتفال معًا خلال فترة الأعياد. أيضًأ، ارسلت عضو الكنيست عايدة توما سليمان توجهًا مماثلًا للمنسق ونائب وزير الأمن الاسرائيلي. بعد اعلان حصة 500 تصريح للخروج من غزة للضفة الغربية والقدس، توجهنا مجددًا لمنسق عمليات الحكومة الإسرائيلية وطالبنا بتكبير حصة التصاريح كي يتسنى لجميع العائلات المسيحية الاحتفال بالعيد من كافة أبناء عائلاتهم.
“للخروج من قطاع غزة للاحتفال بالأعياد في الأماكن المقدسة ولقاء الأقرباء من الضفة الغربية أهمية خاصة هذا العام”، كتبت المحامية موريا فريدمان-شارير في توجه “چيشاه – مسلك” للمنسق، “وهذا بعد منع هذه الزيارات بشكل اعتباطي لفترة طويلة، حتى في الحالات الإنسانية الصارخة مثل المرض، أو الأعراس، أو حتى عند وفاة أحد أفراد الأسرة”.
يعيش في قطاع غزة حوالي 1,000 فلسطيني مسيحي. يخصص لهم المنسق عددًا محدودًا واعتباطيًا من “تصاريح العيد” مرتين كل عام (عيد الفصح وعيد الميلاد). من المفترض أن تسمح هذه التصريحات للمسيحيين في الضفة الغربية وقطاع غزة بالاحتفال مع عائلاتهم وزيارة الأماكن المقدسة في بيت لحم والناصرة والقدس وأماكن أخرى. يصادف أيضًا أن المنسق لا يخصص مثل هذه التصاريح على الإطلاق، أو أنه يخصص التصاريح لبعض أفراد الأسرة فقط وليس لجميعهم، أو أنه يضع قيود عمرية تمنع معظم المسيحيين في غزة من التقدم بطلبات للحصول على تصريح. تقريبا دائمًا ما تأتي المعلومات عن تخصيص التصاريح فقط أيامًا قليلة قبل العيد، وفي بعض الأحيان بعد مرور العيد، ما يصعب على الأشخاص التقدم للحصول على تصاريح في الوقت المنساب أو الاستعداد للسفر، ويمنع ممن رفضت طلباتهم إمكانية الاستئناف.
فرضت إسرائيل إغلاق كورونا على معبر إيرز في آذار 2020، وهو تشديد الإغلاق “العادي” المفروض على غزة منذ العام 2007. لم تخصَص أي تصاريح للمسيحيين في أعياد الفصح والميلاد منذئذ.
نذكر أن إسرائيل تفرض حظرا شاملا على خروج المسلمين من غزة إلى المسجد الأقصى. بعد الحرب في العام 2014، وبعد سنوات من الحظر الشامل، بدأت إسرائيل بالسماح بمغادرة عدد محدود به من المصلين المسلمين من غزة لأداء صلاة الجمعة في القدس، بحسب حصص مفروضة مسبقًا وتقييدات عمرية. ألغت إسرائيل الحصص التي تحددها للتصاريح في كانون الأول 2016، وسمحت بالسنوات اللاحقة لمئات قليلة من المصلين بمغادرة غزة إلى القدس خلال عيد الأضحى المبارك وشهر رمضان الكريم. ومند منتصف العام 2018 لم تسمح إسرائيل للمصلين المسلمين بمغادرة قطاع غزة على الإطلاق.
لا تمنح اسرائيل التصاريح للمسيحيين خلال فترة الأعياد بناءً على مبادئ حقوق الإنسان الأساسية وحرية الدين والعبادة والحياة الأسرية، بل تعرفها على أنها “لفتة حسن نية”. في الواقع، تستخدم إسرائيل منظومة إصدار التصاريح، ورفضها على حد سواء، كوسيلة ضغط على الفلسطينيين القابعين تحت الاحتلال، وأيضا كإجراء عقاب جماعي غير قانوني.