منذ عقود طويلة، تدار الحياة في قطاع غزة والضفة الغربية بواسطة عشرات الأنظمة، التي تستخدمها إسرائيل للتحكم بحرية الحركة التنقل للسكان الفلسطينيين. هذه الأنظمة ليست متاحة للسكان والكثير منها غير مترجمة للغلة العربيّة أصلاً، وبذلك، حتى القليلون الذين بإمكانهم تقديم طلب تنقل من وجهة نظر إسرائيل، لأهداف التجارة أو لأمور شخصيّة أخرى، ليسوا على علم بكافة الإمكانيات المتاحة. مرشد جديد من إصدار جمعيّة “ﭼيشاه – مسلك” يجمع ويركّز الأنظمة الأساسيّة ويعرضها باللغات الثلاث.
من خلال تجميع وإتاحة هذه الأنظمة، تهدف جمعية “ﭼيشاه – مسلك” إلى مساعدة السكان في عمليّة تقديم الطلبات، وشرح الحالات التي يمكن بها تقديم طلبات تنقّل رغم التقييدات المشددة التي تفرضها إسرائيل، وبذلك محاربة أثر التثبيط الذي يشكل عاملاّ إضافيًا يمنع السكان من ممارسة حقهم بالتنقّل.
ومن جملة الإجابات التي يوفرها المستند:
- كيف ومتى يمكن تقديم طلبات للخروج من قطاع غزة؟
- كيف يتم تقديم طلب للخروج إلى مؤتمر أو دورة مهنيّة؟
- كيف يتم تقديم طلب للخروج للحصول على خدمات قنصليّة؟
- من هي الفئات التي يسمح لها تقديم طلب دخول للقطاع؟
الأنظمة المفصّلة في المستند تتطرق إلى المجال الاقتصادي، المهني والفرص الأخرى وكذلك دخول الأجانب والفلسطينيين من مواطني إسرائيل إلى القطاع (بخلاف الأنظمة المتعلقة بزيارة المرضى والعبادة). ويتضمن المستند نصائح وتوجيهات عمليّة بخصوص تقديم طلبات التصاريح والفترة ما بين تقديم الطلب حتى موعد التصريح. حيث يتيح المستند نظرة عامة على المنظومة البيروقراطية التي أقامتها إسرائيل بالأساس بهدف منع إمكانيات تنقل الفلسطينيين من وإلى غزة.
تقديم طلب للحصول على تصريح، حتى في الحالات التي تقع ضمن المعايير الضيّقة التي تفرضها إسرائيل، لا يضمن أبدًا إتاحة التنقل أو حتى الحصول على رد على الطلب. تظهر المعطيات الواردة في رد السلطات الإسرائيليّة على طلب قدمته جمعيّة “ﭼيشاه – مسلك” بموجب قانون حرية المعلومات، أنه من كانون أول حتى تشرين ثاني 2018 تم تقديم 27,500 طلب لتصريح تاجر في غزة. في نفس الفترة تم رفض 14,500 طلب من هذا النوع. كما تم تقديم 5,600 طلب خروج من غزة للمشاركة في مؤتمرات، وتم رفض أكثر من 5,000. بموجب المعطيات، أكثر من ثلث قرارات الرفض تأتي بسبب “انتهاء مدة صلاحية الطلب”، ما يعني أن إسرائيل لم ترد عليه بالوقت المطلوب، والهدف من طلب الخروج لم يعد قائمًا.
تبذل جمعية “ﭼيشاه – مسلك” جهودًا قضائية وتدير حملات جماهيرية بهدف نزع الشرعيّة عن تلك الأنظمة، التي تمنع السكان الفلسطينيين من ممارسة حقهم بحرية التنقّل. مع ذلك، طالما تستمر إسرائيل بتطبيق هذه الأنظمة تبقى هنالك حاجة عمليّة لمعرفتها، ولو بهدف أن يتمكن عدد أكبر من الأشخاص من ممارسة حقهم بالتنقل وبذلك إغناء حياتهم والحياة العامة في محيطهم.
لمطالعة المستند اضغطوا هنا