معبر كرم أبو سالم هو معبر البضائع الوحيد الذي يعمل اليوم ما بين قطاع غزة وباقي دول العالم. وتسمح إسرائيل اليوم بدخول جميع البضائع المدنية إلى القطاع، فيما عدا قائمة من المواد التي تُعتبر وفقًا للمعايير الإسرائيلية موادًا “ثنائية الاستخدام”، وهي المواد التي من المُمكن أن تُستخدم لأهداف عسكرية.
ابتداءً من حزيران 2007، وبعد سيطرة حماس على نظام الحكم في قطاع غزة، قلّصت إسرائيل العمل في المعابر للقطاع: ففي حزيران 2007 تم إغلاق معبر كارني، وهو المعبر الذي استُخدِم كمعبر أساسي لنقل البضائع، بينما استمر بالعمل، وبشكل جزئي، ناقلًا وحيدًا استُخدِم لنقل الحبوب والأعلاف، وفي عام 2010 تم استخدامه أيضًا لنقل الحصى، إلى أن تم إغلاقه في آذار 2011. أما معبر صوفا والذي عمل بالأساس لنقل مواد البناء فقد تم إغلاقه في عام 2008، كما وتم إغلاق معبر ناحال عوز في العام 2010، والذي عمل لنقل المحروقات إلى القطاع.
بدأت إسرائيل في حزيران من العام 2007 بفرض تقييدات على دخول البضائع إلى قطاع غزة، بينما أتاحت دخول البضائع التي عرّفتها على أنها بضائع “ضرورية لبقاء السكان المدنيين”. دخلت قطاع غزة عبر إسرائيل، بين حزيران 2007 وحتى حزيران 2010، بضائع بحجم 2,400 شاحنة في المعدّل الشهري، مقابل 10,400 شاحنة كانت قد دخلت القطاع شهريًا في العام 2005 – وهي السنة التي لم تقم إسرائيل فيها بفرض قيود مُشدَّدة على دخول البضائع لقطاع غزة. في أعقاب نضال قانوني متواصل استطاعت جمعية “ﭼيشاه-مسلك” أن تكشف في نهاية العام 2010، لأول مرة، المستندات الرسمية لوزارة الأمن الاسرائيلية التي تم بموجبها فرض إغلاق على قطاع غزة. ومن الأمور التي تمّ الكشف عنها حقيقة أن دولة إسرائيل وضعت سلسلة من المُعادلات لغرض حساب احتياطي البضائع في القطاع وأعطت تصريحًا مبدئيًا لسياسة “التقليص المقصود”.
تمّ منذ بداية العام 2010، وبشكل تدريجي، توسيع قائمة أنواع البضائع التي تسمح إسرائيل بدخولها إلى القطاع، في الأساس بعد أحداث أسطول السفن التركي وإعلان الحكومة الإسرائيلية عن تسهيلات ضمن الإغلاق المفروض، وذلك في حزيران 2010. وقد نشرت إسرائيل، في ذاك الموعد، قائمة بالبضائع الممنوع دخولها إلى القطاع، وهي البضائع التي تعتبرها “ثنائية الاستخدام” والتزمت بإدخال مُجمل البضائع غير الممنوعة. إن مواد البناء الأساسية كالإسمنت والحديد تُعتبر موادًا ثنائية الاستخدام، ودخولها إلى القطاع يتّسم بالمحدودية ويخضع للرقابة. وفي آذار 2015، بدأت إسرائيل أيضًا بفرض تقييدات على دخول الألواح الخشبية إلى قطاع غزة.
منذ إعلان حكومة إسرائيل عن سلسلة من التسهيلات بشأن الإغلاق المفروض في حزيران 2010، تمت في معبر كرم أبو سالم أعمال توسيع وتطوير بحيث تصل اليوم قدرة المعبر اليومية على الاستيعاب إلى نحو 1،000 شاحنة يوميًا (لا يشمل شاحنات وقود)، مقابل ما يقارب الـ 150 شاحنة قبل الإعلان عن التسهيلات.
التحديث الأخير بتاريخ حزيران, 2021.