معبر إيرز هو المعبر البرّي الوحيد المُخصَّص لتنقّل الأشخاص بين قطاع غزة وبين إسرائيل والضفة الغربية، إضافة إلى كونه المعبر الوحيد للوصول إلى دول أخرى، حين يكون معبر رفح مُغلقًا. خلال السنوات الأخيرة، تسمح إسرائيل بتنقّل فئات معينة من السكان الفلسطينيين من قطاع غزة عبر معبر إيرز، بالأساس للمرضى، التجار، أعضاء المنتخبات الرياضية الوطنية الفلسطينية، بعض الطلبة الجامعيين الراغبين بالتعلم في دول العالم الخارجي و”الحالات الإنسانية، بالتشديد على الحالات الطبيّة الطارئة والمُستعجلة”.
منذ بدء انتشار وباء كورونا خلال بداية شهر اذار 2020، تمنع إسرائيل فعليا التنقل عبر معبر إيرز باستثناء الحالات المرضية الحرجة، مرافقيهم وحالات أخرى معدودة. تظهر المعطيات أن حالات الخروج التي سجلت عبر معبر إيرز، منذ شهر اذار 2020، تشكل نسبة قليلة جدا مقارنة مع حالات الخروج التي سجلت في شهر شباط، قبل تشديد الإغلاق بذريعة وباء الكورونا.
حتى قبل أزمة كورونا، ورغم أنه في أعقاب العملية العسكرية “الجرف الصامد” طرأ ارتفاع ملحوظ على مُعدَّل حالات خروج الفلسطينيين الشهري عبر معبر إيرز، إلا أن ما كان متاحًا قبل الأزمة يشكل جزءًا عشريًا بسيطًا من قرابة نصف مليون من حالات الخروج الشهرية للعمال الذين تنقّلوا عبر معبر إيرز في العام 2000.
إن فرص الخروج إلى إسرائيل التي كانت قائمة أمام سكان قطاع غزة قد تضاءلت مع الوقت. فمنذ العام 1991 فُرض على سكان القطاع بالتزوّد بتصاريح للخروج من قطاع غزة إلى إسرائيل، وقد انخفض عدد هذه التصاريح مع السنوات. في العام 1993 تم فرض إغلاق شامل على المناطق الفلسطينية، وتم تطبيقه فعليًا وبشكل خاص على قطاع غزة بدءًا من العام 1995 إلى جانب إقامة جدار إلكتروني وجدار إسمنتي حول القطاع. مع بداية الانتفاضة الثانية في أيلول 2000، قامت إسرائيل بإلغاء الكثير من تصاريح الخروج القائمة وقلّصت من إصدار التصاريح الجديدة. أغلق معبر إيرز لفترات أكثر مُتقاربة حينها، ففي السنة الأولى للانتفاضة كان المعبر مُغلقًا أمام تنقّل الفلسطينيين بنسبة 72% من أيام السنة. وقد أدى فرض هذه التقييدات على تنقّل الأشخاص إلى هبوط بنسبة عشرات بالمئة في أعداد الفلسطينيين من سكان القطاع القادرين على الخروج من قطاع غزة إلى إسرائيل بشكل يومي: فقد هبط العدد من ما يزيد على 26,000 فلسطينيًا في صيف 2006 عشية الانتفاضة، إلى ما هو أقل من 900 بعد اندلاعها آخر العام المذكور.
أما بعد تولّي حماس السلطة الداخلية في قطاع غزة عام 2007، فقد فرضت إسرائيل إغلاقًا شاملًا على القطاع وسمحت بخروج الفلسطينيين من القطاع وفقًا لقائمة معايير مُحدَدة والتي تتمحور بالأساس حول “الحالات الإنسانية والاستثنائية”. ورغم أنه، ومع السنوات، قامت إسرائيل بتغيير بعض من هذه المعايير، إلا أن تنقّل الأشخاص بين قطاع غزة والضفة الغربية قد بقي محدودًا جدًا. لا يُسمح لمعظم الفلسطينيين في قطاع غزة حتى التقدم بطلب للخروج، أي هم ممنوعون تماما من العبور عبر معبر إيرز.
التحديث الأخير بتاريخ شباط، 2022.