السيد و.ج. فلسطينيّ من سكان قطاع غزّة، تسجّل في الجامعة للحصول على لقب الماجستير في مجال إدارة نظم المعلومات في السويد، وحصل على منحة تغطّي تكاليف دراسته. وعلى مشارف السنة الدراسية التي ستبدأ في آب 2017، حصل على تأشيرة دخول إلى كل من السويد والأردن. وللوصول إلى الأردن فهو بحاجة أيضا إلى تصريح من السلطات الإسرائيلية للخروج من قطاع غزّة إلى جسر أللنبي والمرور عبر الأراضي الإسرائيلية. وقد قام و.ج. بالتقدم بطلب استصدار تصريح للجهات الإسرائيلية وانتظر طيلة شهر ونصف، إلا أن رد السلطات قد تأخر في المجيء. ولأن تأشيرة دخوله إلى السويد كان من المفترض أن تنتهي صلاحيتها بتاريخ 14.6.2017، فقد ساد القلق من أن يخسر فرصته في السفر للخارج وتحصيل التعليم العالي.

لم يسفر توجّه جمعية “چيشاه – مسلك” باسم السيد و.ج. إلى مديرية الارتباط والتنسيق الإسرائيلية لقطاع غزّة، في نتيجة إيجابية في الحصول على رد، وكل ما تلقته الجمعية كان الرد القائل أن الطلب لا يزال قيد المعالجة. وبسبب انعدام وجود خيار آخر، ولكي لا يخسر و.ج. هذه الفرصة النادرة المتمثلة في الخروج وتحصيل لقب أكاديمي عالي في دول الخارج، تقدمت جمعية “چيشاه – مسلك” بالتماس باسمه إلى المحكمة العليا. وفورا بعد التقدم بالالتماس أصدر القاضي سولبيرغ أمرا للدولة بالرد خلال بضعة أيام و تقديم “توضيح مقنع” بخصوص عدم تقديم رد.

لاحقا، وبفضل تقديم الالتماس وحده، تم استدعاء السيد و.ج. إلى تحقيق أمني في معبر إيرز. ورغم هذا، وحين مثل للتحقيق الأمني، أمره رجال الأمن في المعبر بالعودة على أعقابه، حيث أن هاتفه الخليوي لم يكن بحوزته. ورغم ذلك، ورغم أن التحقيق الأمني لم يتم عمليا، فقد صادقت الدولة على طلبه للسفر إلى الخارج عبر إسرائيل. وفي يوم الثلاثاء الموافق 13.6.2017 خرج السيد و.ج. عبر معبر إيرز مستقلّا “سفرية منظّمة” إلى معبر اللنبي. وقد طار من الأردن إلى السويد بعد رحلة منهكة، وسيشرع الآن في دراسته هناك.

بعد موافقته على القيام بالتدخل القانوني المطلوب في الالتماس، قام القاضي بمسح الالتماس، مؤكدا أن: “كان واضحا من رد المدعى عليهم وجود ضغط شديد ملقى على كاهلهم، ورغم هذا، فالأمر لا يبرر تجاهل الطلبات المتكررة للملتمس”.

إن قضية و.ج. تؤشر بوضوح على المماطلة التي تميز عمل مديرية الارتباط والتنسيق الإسرائيلية لقطاع غزّة خلال الشهور الماضية فيما يخص معالجة طلبات التصاريح التي يتقدم بها سكان غزّة. فالكثير من الطلبات للخروج بهدف حضور حدث محدد في موعد ثابت، كإجراء المقابلات في القنصليات، التعليم، الزيجات، وغيرها، لا تجري معالجتها في الوقت المناسب ولهذا السبب فإن الكثير من السكان يفوّتون فرصا ومناسبات هامة. وإلى جانب ذلك، فهناك صعوبة كبرى في التواصل هاتفيا أو عبر البريد الإلكتروني مع الضابط الإسرائيلي المسؤول عن توجهات الجمهور في وحدة الارتباط والتنسيق الإسرائيلية لقطاع غزّة، واستيضاح حالة معالجة طلب معين بشكل جوهري.

 إن جمعية “چيشاه – مسلك” تضطر في أعقاب ذلك إلى التقدم بالكثير من الالتماسات، إلى جانب الإجراءات السابقة للتقدم بالالتماسات، وكل هدفها هو الحصول على رد للطلبات. إن بعض السكان، وبفضل هذه الإجراءات القضائية وحدها، ينجحون في الحصول على الردود في الوقت المناسب، والسفر إلى الأماكن التي ينبغي عليهم السفر إليها. وقد قامت جمعية “چيشاه – مسلك” بإرسال شكاوى ورسائل حول هذا الشأن إلى منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق وإلى رئيس وحدة الارتباط والتنسيق الإسرائيلية لقطاع غزّة، لكن هاتين الجهتين لم تقوما بعد بالرد على التوجهات.