16 أيار 2021: منذ أسبوع يتعرض قطاع غزة لقصفٍ جوي إسرائيلي أودى بحياة العشرات وشرد ألاف المواطنين من بيوتهم كما والحق الضرر ببنى تحتية مدنية أساسية وضرورية. بالإضافة الى كل ذلك، أغلقت إسرائيل المعابر أمام مرور الأشخاص وحركة البضائع بين إسرائيل وقطاع غزة،  تمنع بذلك إسرائيل خروج المرضى الذين بحاجة ماسة لعلاجات منقذة للحياة  في الضفة الغربية وإسرائيل. كما تمنع دخول إمدادات ولوازم إنسانية مثل الوقود وهو حاجة ضرورية لأمور أساسية مثل عمل المستشفيات، شبكات الصرف الصحي والمياه والاحتياجات البيتية.

حتى الان، تضررت ستة خطوط كهرباء مباشرة من إسرائيل. تزويد الكهرباء الحالي هو أقل من ربع ما كان عليه قبل بدء القصف. صرحت شركة توزيع الكهرباء في غزة أن الهجمات دمرت عشرات المنشئات والمرافق الضرورية حيث أن تزريد الكهرباء على وشك التوقف تماما. طالبت الشركة إسرائيل بإصلاح الأضرار في منشئات الكهرباء التي في الطرف الإسرائيلي. وقد حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة أن انقطاع الكهرباء في المستشفيات قد يؤدي بأضرار لأجهزة طبية أساسية. بالإضافة لذلك، النقص بكميات الوقود نتيجة إغلاق معبر كرم أبو سالم يوم الثلاثاء (11.5) يهدد بتعطيل عمل محطة الطاقة المحلية. أصبحنا نشهد نقص في تزويد الكهرباء للمواطنين وأيضاً لسلسلة من الأضرار في المرافق والمنشئات الأساسية الضرورية ومن بينها شبكات مياه الشرب والصرف الصحي.

حتى صباح اليوم، لجأ حوالي  22 ألف مواطن الى مدارس وكالة الغوث للاحتماء من الهجمات الإسرائيلية المستمرة. ، وفي ظل انخفاض نسبة التطعيم بين السكان (حوالي 1%) فان الاكتظاظ يزيد من الخطر على الصحة العامة، خاصة انتشار وباء الكورونا. من الجدير بالذكر انه عشية شن الهجمات  كانت مستشفيات القطاع تحت عبئ هائل بسبب انتشار الفيروس. وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، تم منع التنقل عبر معبر ايرز حتى للحالات الإنسانية الطارئة. وطالب المتحدث باسم الوزارة إسرائيل بفتح المعابر لإتاحة دخول المعدات الطبية وطواقم لإسعاف طبي الى القطاع، وكذلك إتاحة خروج المرضى من القطاع حيث ان  المستشفيات جميعها تعمل في حالة طوارئ وممتلئة تماماً. ان منع دخول وخروج الأشخاص  لاحتياجات إنسانية ملحة  تؤدي بالمخاطرة بحياة الكثيرون من المرضى والجرحى المحتاجون لعلاج منقذ للحياة.

في رسالة عاجلة (عبري) وجهتها منظمات حقوق الانسان: “چيشاه-مسلك”، مركز عدالة وجمعية أطباء لحقوق الإنسان يوم الأربعاء الماضي الى وزير الأمن الإسرائيلي، المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية و المدعي العام العسكري، حذرت المنظمات  من أن إطلاق النار المتعمد وغير المتناسب على المدنيين والمباني والبنى التحتية والمدنية ممنوعاً منعاً باتاً ويثير شكوكا لخرق فظ للقانون الدولي الإنساني التي قد تصل إلى حد جرائم حرب. يوم الخميس الماضي (13.5) وجهت  مؤسسة “چيشاه-مسلك” بالتعاون مع عشرة منظمات للدفاع عن حقوق الأنسان ومؤسسات مجتمع المدني، نداء عاجل إضافي الى وزير الأمن الإسرائيلي، المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية و منسق أعمال الحكومة مطالبين بإلغاء قرار إغلاق المعابر وإتاحة إمكانية التنقل على الأقل لأصحاب الاحتياجات الإنسانية وإمكانية نقل لوازم وبضائع ضرورية.

“چيشاه-مسلك” تطالب إسرائيل بالكف عن القتل والدمار في قطاع غزة، وبفتح فوري للمعابر وبتأمين الاحتياجات الإنسانية الأساسية والتي ملزمة إسرائيل بتوفيرها بحسب القانون. خرق قوانين القتال الدولية من الطرف الآخر ليس تبريراً ولا يعطي إسرائيل الحق بخرق القوانين أو التزاماتها تجاه سكان قطاع غزة المتواجدين تحت احتلال إسرائيلي. إسرائيل ملزمة بالعمل تحت إطار القانون الدولي وحماية سكان قطاع غزة وحقوقهم حتى في حالة حرب.