صيانة قوارب في ميناء غزة. تصوير: أسماء خالدي
صيانة قوارب في ميناء غزة. تصوير: أسماء خالدي

2 نيسان 2020. يعاني العالم بأسره اليوم من عدم ثبات ووضوح في المجال الاقتصادي، بسبب تفشي فايروس كورونا. ويأتي هذا الأمر أكثر حدة في قطاع غزة، الذي يتراوح اقتصاده على حافة الانهيار منذ سنوات، بالأساس بسبب الإغلاق الذي شددته إسرائيل عام 2007. توجهنا أمس برسالةٍ عاجلةٍ لوزير الأمن الإسرائيليّ ولمنسّق أعمال الحكومة في الأراضي الفلسطينيّة، نطالب بإلغاء فوريّ للتقييدات التي تؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد وعلى إنتاج الغذاء.
وجاء في الرسالة، ضمن أمور أخرى، تفصلاً لاحتياجات قطاع الصيد في غزة: محرّكات للقوارب، قطع غيار، مواد لتصليح القوارب مثل “فيبرغلاس” ومواد التجفيف. عقود من تقييد الحركة والإغلاق والممارسات العنيفة التي تنتهجها إسرائيل بحق صيّادي غزّة في البحر، أدّت إلى أضرارٍ جسيمةٍ في هذه المهنة العريقة. من الضروريّ إزالة الحظر عن دخول المعدّات اللازمة للصيّادين خاصّة في هذه الأيّام، على ضوء تفشّي وباء “كورونا”، وذلك من أجل الحفاظ على الأمن الغذائيّ والاقتصاد في القطاع.
بعد إجراءات قانونيّة متواصلة قامت بها جمعيّة “چيشاة-مسلك” إلى جانب مركز عدالة ومركز الميزان لحقوق الإنسان في غزّة، أعادت إسرائيل للصيّادين في غزّة حتّى شهر كانون ثاني الأخير، 69 قاربًا كانت قد سيطرت عليها واحتجزتها لسنوات طويلة، دون أي صلاحيّة قانونيّة وبما يخالف القانون الدوليّ. أعيدت القوارب بحالةٍ سيئة ودون معظم المعدات التي كانت على متنها لحظة السيطرة عليها. من جهتها قالت مصادر فلسطينيّة من إدارة قطاع الصيد في وزارة الزراعة أن إسرائيل لم تُعِد حتّى اللحظة عشرات المحرّكات المصادرة كما أجهزة الـ GPS، و15 جهاز لكشف تجمّعات الأسماك. بسبب نقص المواد، معظم القوارب التي أعيدت أصلحت بشكلٍ جزئيّ فقط، و- 16 من القوارب التي أعيدت لم تُصلح أبدًا. معنى ذلك تعميق مستمر للبطالة في هذا المجال.
رغم الحاجة الماسّة، علمت جمعيّة “چيشاة-مسلك” أن إسرائيل تتجاهل طلبات مؤسسات الإغاثة في غزّة لإتاحة دخول المعدّات التي يحتاجها الصيّادون. مثلًا، تجاهلت الدولة طلب تعاونيّة “معًا” لإدخال مادة “فبرغلاس” و-100 محرّك قوارب. كما لم تجب إسرائيل على طلب لإدخال “الفبرغلاس” تقدمت به مؤسسة إغاثة دوليّة رائدة. دون تصريح من السلطات، تبقى المواد الخام مخزّنة في المناطق الإسرائيليّة على حساب المؤسسة. في حديثٍ مع “چيشاة-مسلك”، قال رئيس لجنة الصيّادين في اتحاد لجان العمل الزراعي، زكريا بكر، أن قطاع الصيد يعاني من نقص 300 محرّك لا يمكن الحصول عليها أبدًا في القطاع. وكرّرت مصادر رسميّة في غزّة طلباتها أمام الجيش لإتاحة دخول المواد الضروريّة للقطاع، دون نتيجة.
يروي الصيّاد نافذ الهبيل بأن أحد أكبر قواربه، الذي يستطيع أن يوفّر عملًا لـ 20 صيّادًا، معطّل بسبب مماطلة إسرائيل في إدخال المعدّات وقطع الغيار التي طلبها من أحد مستوردي معدات الصيد في غزّة. وجاء من المستورد أنه ينتظر أجوبة من إسرائيل منذ تشرين أوّل الأخير حول طلباته لإدخال الكوابل الفولاذيّة التي يستخدمها الصيادون، وقطع الغيار للمحرّكات.
على ضوء الوضع الاقتصاديّ الصعب، والذي يتوقّع يزداد صعوبة إثر وباء “كورونا”، يضطر العديد من الصيادين الذين عملوا بالأجرة لدى الهبيل استدانة أموال من أجل تأمين لقمة العيش. موسم السردين سيبدأ قريبًا، ويُتوقع ارتفاع الطلب على السمك بسبب شهر رمضان القريب.
تطالب جمعيّة “چيشاة-مسلك” إسرائيل بالسماح بدخول جميع المواد ثنائيّة الاستخدام، الضروريّة لقطاع الصيد، وإنعاش دوائر العمل والتغذية المعتمدة على هذا المجال.