قوارب في ميناء غزة. تصوير: أسماء خالدي
قوارب في ميناء غزة. تصوير: أسماء خالدي

18 أيّار 2020. أفاد صيّادون من قطاع غزّة أن البحريّة الإسرائيليّة تصعّد وتيرة عنفها وإطلاقها للنار على قوارب الصيّادين العاملين قبالة شواطئ غزّة. تتضمّن ممارسات البحريّة إطلاقًا عشوائيًا للنار، إغراق متن القوارب بالمياه، إهانة الصيّادين، مصادرة المعدّات والإضرار بالممتلكات.

وقال زكريّا بكر، رئيس لجنة الصيّادين في اتحاد لجان العمل الزراعي في غزّة، أنّ الفترة الأخيرة شهدت ارتفاعًا في عدد الحالات التي أمر فيها الجيش من الصيّادين خلع ملابسهم، القفز إلى الماء، والسباحة باتجاه قوارب الجيش. بحسب بكر، “طلب الجيش أن يسبح الصيّادون إليهم عراة لا يمس بكرامة الصيّادين فقط، إنما يعرّض حياتهم للخطر دون أي مبرّر.” ويضيف بكر أن الجيش يستخدم رشاشات المياه ليملأ القوارب بالماء، وهو ما يتلف الأجهزة الكهربائيّة والإنارة في القارب. “العنف الذي يمارسه الجيش يثير مخاوف الكثير من الصيادين ويحول دون خروجهم للبحر. هناك ضرر ملموس في هذا القطاع”.

بحسب جمعيّة الميزان لحقوق الإنسان – غزّة، فقد سُجّلت في الثلث الأوّل من العام الجاري 105 حوادث إطلاق نار من قبل سلاح البحريّة على قوارب الصيّادين. أصيب جرّاء إطلاق النار 6 صيّادين، وأعتُقل 3 منهم، من بينهم قاصر. كذلك، تسبّبت البحريّة بأضرارٍ جسيمة بسبعة قوارب، وأُعطبت تمامًا معدّات صيد كثيرة واحتُجز قارب واحد. يوم 8 أيّار 2020، مثلًا، أفاد الصيّادون بأن الجيش أطلق الرصاص على قاربي صيّادين. أصيب صيّاد برصاصة مطاطيّة في الرأس، وأصيب آخر بيده. كما أصيبت المحرّكات في القاربيّن إصابة بالغة نتيجة إطلاق الرصاص الحيّ، ولم تعد صالحة للاستعمال. كذلك، في ذات اليوم، أصاب الجيش قوارب صيّادين بواسطة رشاشات مياه ذات ضغطٍ مرتفعٍ جدًا، وأصابت أحد الصيّادين بأذنه وعرّض القوارب ومن عليها لخطرٍ جسيم.

على ضوء التصعيد، أرسلت جمعيّة “چيشاة-مسلك” بالتعاون مع جمعية عدالة ومركز الميزان – غزة، رسالةً عاجلة إلى المستشار القضائيّ للحكومة الإسرائيليّة والمدّعي العسكريّ العام، طالبت فيها بإصدار تعليمات لوقف التنكيل بالصيّادين الباحثين عن رزقهم فورًا وفتح تحقيق بخصوص تلك الأحداث. وأضافت الرسالة أن أحداث العنف الأخيرة تأتي على خلفيّة التباطؤ النابع من الخطوات الوقائيّة لمحاربة تفشّي وباء الكورونا، والخطر على الأمن الغذائيّ لسكّان القطاع. بالإضافة لذلك، فإن هذه الفترة من العام هي موسم السردين، أي أنها فترة هامّة لأرباح الصيّادين مقارنة بباقي العام.

التقييدات التي تفرضها إسرائيل على مجال الصيد، والتغييرات التي تجريها على التعليمات، والطريقة التي تطبّق بها التقييدات، تمس بمعيشة آلاف الصيّادين في غزّة، وبواحدة من أهم المهن التقليديّة في القطاع. تقييد مجال الصيّد هو مثال للسيطرة الإسرائيليّة على أهالي القطاع. هذه السيطرة تحمّل إسرائيل مسؤوليّات، من بينها اتاحة المجال للناس لكسب لقمة عيشهم بكرامة، خاصةً دون تعريض حياتهم وممتلكاتهم للخطر، ودون المس بكرامتهم وحقوقهم الأساسيّة.