
بعد ثمانية أشهر من الانقطاع عن عائلتها وتعليمها، نجحت ألاء، شابة فلسطينيّة من سكان الولايات المتحدة، بالخروج من قطاع غزة في طريقها إلى أمريكا.
في شهر تشرين أول الماضي، بعد انتهاء زيارة لعائلتها في غزة، برفقة أمها وأربعة إخوانها القاصرين، قدم أبناء العائلة طلبات لتصاريح خروج من غزة عبر معبر إيرز. وتمت المصادقة على طلبات أمها وإخوانها، وقد خرجوا بالفعل إلى الأردن عبر جسر آللنبي، ومن هناك استقلوا الطائرة إلى بيتهم في الولايات المتحدة. هذا هو المسار الذي تسمح إسرائيل للفلسطينيين سلوكه في طريقهم إلى خارج البلاد في الأيام العاديّة. ألاء لم تحصل على أي رد على طلبها، وبقيت في غزّة.
خلال الأشهر الخمس التي مضت منذ ذلك الحين، قدمت ألاء لإسرائيل أربعة طلبات إضافيّة. الأول لم يحظ بأي رد. على الطلب الثاني تم إرسال رد عام، بموجبه عليها أن ترفق لطلبها “رقم هاتف جديد”. عشية تقديم الطلب الثالث، اشترت خصيصًا شريحة من شركة جوال الفلسطينيّة، وذلك لكي تستوفي الطلب الإسرائيليّ (إضافة لرقم هاتفها النقال العادي من شركة “أوريدو”). لكن ذلك لم يكفي أيضًا. استمرت إسرائيل بطلب “رقم هاتف جديد”.
للطلب الرابع، في نهاية كانون ثاني، أرفقت ألاء رسالة من “أوريدو”، الذي تثبت أن رقم هاتفها، هو فعلاً لها. لكن مجددًا، بدل الرد، طُلب منها أن ترسل “رقم هاتف جديد”. في شباط، توجهت جمعية “چيشاه – مسلك” باسمها للسلطات الإسرائيليّة. وجاء في الرد الذي وصل إلى “چيشاه – مسلك” أن “رقم هاتف سليم هو شرط لمعالجة الطلب”.
وفقط بعد توجه “چيشاه – مسلك” للمحكمة بطلب ترتيب خروج ألاء إلى جسر آللنبي بشكل عاجل، وذلك أربعة أشهر بعد تقديم طلبها الأول، تمت المصادقة على خروجها. لكن ألاء لم تتمكن من الخروج. السلطات الإسرائيليّة عيّنت موعد خروجها يوم 8 آذار، وهو اليوم الذي شدّدت فيه إسرائيل الإغلاق المفروض على قطاع غزة بسبب عطلة عيد المساخر. لاحقًا تم تمديد التقييدات في معبر ايرز خوفًا من تفشي فايروس كورونا، وهكذا ظل حال المعبر حتى يومنا هذا.
في نيسان توجهت النائبة تمار زاندبرغ لوزارة الأمن الإسرائيليّة مطالبةً بالسماح لألاء بأن تسافر إلى الولايات المتحدة عبر مطار بن غوريون. بالمقابل على هامش الالتماس، طالبنا المحكمة بإلزام الدولة بدفع مصاريف وتكاليف المحكمة لصالح جمعيتنا. وردت الدولة على طلبنا بالادعاء أنه على الرغم من أنه وقع “خطأ” خلال بحث طلب ألاء، لكنها شددت أن معالجة طلب الملتمسة كان “سريع وناجع، رغم ضغط العمل الكبير الواقع على السلطات المعنيّة”. وفي قراراها، ألزمت المحكمة الدولة بدفع تكاليف بمبلغ 5,000 شيكل.
الأسبوع الماضي تم إبلاغ ألاء أن إسرائيل صادقت على خروجها عن طريق مطار بن غوريون، دون شروط خاصة. في الليلة بين الخميس والجمعة، أقلعت ألاء نحو بيتها. وبهذا وصل إلى نهايته مسلسلسل التنكيل البيروقراطي الذي خضعت له ألاء، ويعرفه عن قرب سكان غزة الذين يطلبون التنقل من وإلى القطاع.